الجمعة، 4 مارس 2022

مراجعة جديدة بقلم مجدي محروس لرواية الورقة الخضراء



- ماذا تعني القراءة للكاتب يوسف حسين؟

** تعني وبكل بساطة أنك ما أن تشرع في اقتناء أحد أعماله سيكون بداخلك يقين أنك أمام فكرة جديدة..

فكرة قد تتقبلها وتتفق معها أو ترفضها..

الأمر الذي أكاد أجزم به هو أنه – الكاتب- دوما ما يُرهق نفسه في البحث عن فكرة جديدة، وهذا في اعتقادي أحد أهم أسباب تميز قلم يوسف حسين، وهو ما يجعل أفكاره دوما محط الأنظار وكثيرا ما تثير الجدل حولها ما بين مؤيدٍ ومُعارض.. وهذا ما حدث مع كل كتاباته - خاصة الأخيرة منها- بدءا من "إرم العهد الحديث" و"الأربعون الثانية" وختاما مع روايته الأخيرة الورقة الخضراء التي هي محل المراجعة اليوم.

** الفكرة كما أكدتُ في افتتاحيتي جديدة، وأكاد أجزم بأنه لم يطأها قلم كاتب بعد، وإن كنتُ على يقين بأنها – الفكرة- ستكون أرضا خصبة لأقلام العديد من الكُتَّاب على مستوى العالم في السنوات القليلة القادمة.. 

نبتت الفكرة بعقل الكاتب من خلال مطالعته لقانون تناقشه حكومة جنوب إفريقيا ، وسوف تشرع في تطبيقه بدءا من عام 2024 وهو خاص بحق المرأة في تعدد الأزواج.

رغم غرابة الفكرة وصعوبة الكتابة فيها إلا أن الكاتب ضفَّر فكرته بالعديد من القضايا التي خدمت فكرته الأم فخرجت علينا روايته مكتملة الفكرة، واضحة المعالم للقاصي والداني..


** اللغة والأسلوب والألفاظ:

- المتابع لقلم يوسف حسين سيجد أن لغته – حسبما اتفق الكثيرون ممَن طالعوا العمل- قد ارتدت ثوبا جديدا فجاء الأسلوب سلسا في متناول الجميع حيث ابتعد بها عن الإغراق في التشبيهات والبيان والبديع..

- بدا يوسف حسين كالجواهرجي في انتقائه لبعض الألفاظ والجمل، الأمر الذي يجبر القارئ المتذوق على إعادة قراءة اللفظة والجملة مرتين وربما ثلاث.. ومن تلك الجُمل على سبيل المثال جملة رددتها البطلة بينها وبين نفسها، وهي تنظر إلى توماس في آخر الرواية " ليته ردَّ إلىَّ شتائمي" فكانت الجملة بمثابة حرب من الكاتب على كل أنصار العنصرية ممَن يضطهدون أصحاب البشرة السمراء.

كذلك تجلت عذوبة الألفاظ في الحوار في حديث الكاتب على لسان البطلة عن نبرة البدايات.. ولا أخفيكم سرا أن هناك لفظا استخدمه الكاتب قد دفعني – وأنا أستاذ اللغة – للبحث عنه مثل "هرير الكلاب".. وهنا نرفع القبعة وبجدارة للكاتب يوسف حسين.

 

** الحبكة والصراع..

أحكمها الكاتب رغم تعدد زوايا العمل وشخصياته وكثرة الأماكن ما بين مصر وجنوب إفريقيا والماضي والحاضر فجاءت حبكته بلا أي عوار، كما تنامى الصراع بشكل يجعلك تلتهم السطور والصفحات وعقلك يصرخ: ماذا بعد؟!  

وقد راقتني جدا جزئية في مستهل الرواية اعتمد فيها الكتاب على الخيال وعدم المنطقية المحضة ورغم ذلك بدت لنا منطقية مما يدل على عبقرية الكاتب في تجاوز  مرحلة وعرة في بناء حبكته، وكلامي هنا يخص الطريقة التي تحوَّل فيها الزوج الطيب لروحٍ شريرة هدفها الانتقام ممَن قتلوا ابنته رغما عنه لتتلبس تلك الروح الشريرة فيما بعد بطلة العمل، وتسير الأحداث في منطقية اتخذت من الخيال عمادا لها.

** الشخصيات:

برع الكاتب أيما براعة في رسم شخصياته، وخاصة الشيخ مراد وزوجته فاطمة وتوماس وأيضا 

" كابو" الذي أصاب جسدي بقشعريرة وهو يذبح الطفلة فور ولادتها بدم بارد..

وهنا اسمحوا لي أن ألتقط أنفاسي برهة، وأتوقف أمام شخصيتين في رواية الورقة الخضراء، أولهما هي

ليلى بجمالها ورقتها اللذين لا يخلوان من دهاء وحزم وقت الحاجة، وفي اعتقادي أنها – ليلى- البطلة الأساسية للعمل؛ فهي الأكثر تأثيرا في الأحداث على عكس ما يبدو للكثيرين، كما أنها مثال مجسد للحكمة القائلة "اتقِ شر الحليم إذا غضب"، كما أنه غالبا ما تكون ليلى وأمثالها هم أصحاب الكلمة الأخيرة.

بالنسبة لاختيار اسم ليلى لا أدري صراحة سبب تعلق الكاتب باسم "ليلى" فهي  بطلته أيضا في "إرم العهد الحديث"، ولكن شتَّان ما بين ليلى وليلى..

 الشخصية الثانية هي بطلة العمل داليا الشيمي حيث تضاربت مشاعري تجاهها فتارة أحبها، وتارة أشفق عليها، وثالثة أخاف منها وعليها، ويُحسب للغة الكاتب وتصويره اللذين حوَّلا المشاهد لصورة مرئية فكنا نشارك بطلته أدنى تفصيلات حياتها وخاصة مراحلها الثلاث الأبرز:

1- البدايات وتقنية الفلاش باك.  

2- الضياع واللامبالاة وهي المرحلة الأصعب التي صورتها كشيطانة في عيون الكثيرين لا تستحق شفقة أو رحمة.. وهنا نؤكد أنه من الظلم - كل الظلم- أن يحكم علينا البعض حكما نهائيا قاطعا من خلال تقييمهم لسلوكنا في لحظات اليأس والضياع التي غالبا ما يعيشها كل منا.

3- الاهتداء وهي مرحلة اتخاذ القرار الذي كان مفاجئا للكثيرين.

** النهاية:

لا أخفيكم سرا أن النهاية كانت مباغتة ومفاجئة لي، ولكنها راقتني كثيرا.

** وأخيرا لي تعقيب فقط على الرواية وهو أن الجزئية التي التبست فيها الروح الشريرة لجسد البطلة لتطل علينا بشخصية "ساسانا" كانت تحتاج بعضا من الإيضاح.  

** والآن هناك سؤال يتردد بداخلي كما يتردد في أذهان الكثيرين:

- تُرى أي فكرة مجنونة ستكون موضوع الرواية القادمة للكاتب يوسف حسين؟!

الخميس، 3 مارس 2022

مراجعة رواية هجين للكاتبة شرين رضا

 مراجعة رواية هجين 

يكتبها المهندس كامل بدرخان.



مراجعتي (my teview) لرواية (هجين).
للأديبة الأنيقة كتاباتها المتألقة رواياتها.
إصدار اسكرايب للنشر والتوزيع 
في البداية أحب ألفت الإنتباه إلى جديد الرواية الذي شدني من أول وهلة:
تعودنا في رواياتنا على نمط قامت الأديبة بتحطيمه لتضع نمطا منفردا بها أنا شخصيا سأحتذي به وأحاول تقليده هذا بعد إذنها طبعا. 😁
تعودنا أن نكتب إهداءً ونطيل فيه إلى ..... وإلى ..... فكان إهداؤها من حرفين (له).
تعودنا كتابة مقدمة ونسهب فيها ومهما نختصر تخوننا السطور فكانت مقدمتها من سطرين لا غير.
تعودنا أن نقسم رواياتنا إلى أجزاء أو بنود أو أرقام أو ما شابه ذلك من عناوين فإذا بالأديبة المجددة والمتجددة تطور وتثبت ما ذكرته في المقدمة بأدلة مكونة من ٢٨ دليلا فكانت الأدلة هي العناوين كالدليل الأول والدليل الثاني حتى أتحفتنا بالدليل الأخير.
الغلاف: جميل ومعبر وتقطيع كلمة هجين أضفت تشويق وإثارة.
اللغة: فصحى سردا وحوارا.
وهنا لي وقفة أخرى مما أثار انتباهي وكأن الكاتبة تلقن الكُتاب درسا في أصول الرواية فتقول من خلال حوارها بالفصحى:
إستخدموا ماشئتم في السرد البلاغة والتشبيهات والمحسنات البديعية واستعرضوا عضلاتكم اللغوية ..... ولكن.
في لغة الحوار بالفصحى لا تفعلوا ذلك واجعلوها الفصحى البسيطة التي تناسب كل الشخصيات فأنتم تتناولون شخصيات مختلفة البيئة والتفكير والثقافة والتعليم فلا يكون الحوار بالفصحى الضليعة لشخصيات مختلفة.
التصنيف:
(فيلم هندي). 😁
نعم في البهجة والإثارة والتشويق والمفاجآت وانقلاب الأحوال وكلما اتجه ذهن القارئ لشئ تَفاجأ بعكسه.
أنت في حضرة رواية لكاتبة لولا تمكنها لفرط منها العِقد وتناثرت حباته ولولا حنكتها وحبكتها لنقضت غزلها دون أن تدري.
فالشخصيات والأحداث والمواقف والمفاهيم كثيرة.
لقد ذكرت لأديبتنا أن الرواية أرهقتني - وكنت أقصد أنني لابد من التركيز وأنا أقرأ حتى لا يفلت مني الخيط ففاجأتني بقولها: وأيضا أرهقتنى مما يعني شدة التركيز أيضا.
فنحن في ضيافة عمل جاد ومتعوب عليه.
ستجد البوليسية والرومانسية والدراما والخيال العلمي والخيانة .....
الشخصيات:
مجسدة ورغم كثرتها سيقت بشكل انسيابي صلاح والمحقق مصطفى وفاروق وسارة ويوسف والرائد منصور ومينا جرجس والمنظمة .....
الأدلة:
تثبت أنه 
(ليس كل ما نراه 
قد يكون الحقيقة).
أحب الأدلة لقلبي الدليل الثالث لاحتوائه على تعبيرين في الهندسة الكهربائية (علبة القاطع الكهربائي والمولدات) وهي عملي وعشقي. 😁
أنهت الأديبة -:التي نرفع لها القبعة ونصفق لها - بعبارة - قد أرفقت صورتها لكم - توحي بأن الجزء الثاني قد يكون آتيا في الطريق وتستطيع الأديبة أن تؤكد ذلك أو تنفيه.
لقد لمست بالدليل القاطع والبرهان الساطع مدى تطور أداء الكاتبة المميزة وتطور فكرها الروائي.
من يسألني ما دليلي أجيب:
لأنني في السابق قرأت لها (شمس حمئة) وكتبت فيها مراجعتي.
ما فعلته بي الرواية الدسمة (هجين) يجعلني أسدي هذه النصائح للأدباء:
- لا تستعجل في الكتابة وخذ وقتك واحبك روايتك.
- عملك التالي لابد وأن يكون أقوى أو أعلى درجة من سابقه وليس العكس.
- إياك وأن تستهين بعقلية القارئ واجعل رواياتك ترسل رسائل إيجابية.
- أخيرا وليس آخرا إبعدوا عن الشذوذ والفتن النائمة فقد لُعن من أيقظها.
تحياتي وشكري وتقديري للأديبة المحترمة وآخر دعواي:
احتذوا بها أيها الأدباء الشباب.


#شرين_رضا_هجين 



مراجعة رواية الورقة الخضراء

مراجعة رواية #الورقة_الخضراء يكتبها من الجزائر/ محمد الشريف شروف


العنوان: الورقة الخضراء   

الكاتب: يوسف حسين 

عدد الصفحات: 351

النوع الأدبي: رواية 

دار النشر: اسكرايب للنشر والتوزيع 

سنة النشر: 2022

الطبعة: 01

العنوان: 

وُسِم العنوان بالورق الخضراء، وهو بذلك يحمل معنيين؛ الأول وُجِد في الطبيعة متمثلًا في أوراق الشجر، التي تدل على اعتدال الجو، وقدوم الربيع بألوانه ودفئه ونعومته، وأما الثاني، فله دلالة عن المال، وذلك لأنه أشهر عملة متداولة في العالم الدولار الأمريكي، الذي يحمل نفس اللون، فهل قصد الكاتب المعنى الأول أم الثاني، أم أن ما أراده عكس ما يرى؟

الغلاف: 

جاء الغلاف بخلفية تحمل دلالات للأوراق النقدية، وفي وسطه وجه امرأة بشعر أشقر لها ملامح تمزج الوقار بالخفة، الجمال والدهاء، الاندفاع والتهور...

ملخص:

الورقة الخضراء رواية تدور أحداثها بين مصر وجنوب إفريقيا، موضوعها قانون المساواة بين الرجل والمرأة، ودعم قانون خاص يُتيح للمرأة تعديد الأزواج.

السرد واللغة: 

باستعمال أسلوب الراوي العليم، قدّم لنا الكاتب أحداث الرواية، حيث لم يترك لو تفصيلًا صغيرًا دون الخوض فيه، فكان بين الإسهاب والاقتضاب وسطًا، مستعمِلًا لغة عربية فصيحة متنًا وحوارًا بألفاظ بعيدة عن التنميق الممل، والبلاغة الحسنة المستساغة.

الوصف: 

كان للوصف دور المحفز للقارئ للغوص عميقًا داخل الأحداث، وتصور الشخصيات، رغم أنه لم يكن الوصف الدقيق المسهب فيه، فإنه كان عامل قوة لا ضعف.

الحوار:

كان الحوار أداة دعم وتوضيح لآراء الشخصيات داخل الرواية، دافعة بالقارئ لفهم الخبايا، وموضحة للغموض.

الشخصيات:

تنوع الشخصيات وكثرتها داخل العمل جعلني أفكر؛ أيٌّ منها هو الشخصية المحورية: أهي داليا الشيمي، التي تنسج كل الأحداث من أجلها وبها، وحتى وإن غابت هي، حضر طيفها وسيرتها على لسان الشخصيات أخرى؟ أم هي شخصية عمر؟ أم ليلى؟ عمومًا، فلكل شخصية دور ووزن داخل القضية حتى الحيوانات.

الحبكة:

الحبكة كانت كلاسيكية متصاعدة مع استعمال تقنية الفلاش باك والحوار الداخلي، وعدد العقد، واشتباك الأحداث التي أعطت للقصة جانبًا تشويقيًّا لا يستهان به.


خاتمة الرواية: رغم وضوحها، فإنها مبهمة تحمل العديد من التساؤلات التي تُطرح بعد إغلاق الكتاب.

رأي شخصي:

رواية أشيد بها، وأرى أنها تستحق القراءة، والخوض في جوانبها.

رغم أنه لم ترُقني تلك الخاتمة، التي أراها إجحافًا في حق الرواية، فإنها منطقية بشكل من الأشكال.

تداخل الأصناف الروائية داخل الرواية تجعل القارئ في ربية من أمره، رغم تحكُّم الكاتب من مجريات وأحداث الرواية.

#شروف